الأفراد و التفاعلات بينهم أهم من الأدوات و العمليات ( الجزء الثاني )

الأفراد و التفاعلات بينهم أهم من الأدوات و العمليات ( الجزء الثاني )

تحدثنا عن شرح و معنى هذا المبدأ في  نص إعلان إدارة الأعمال الرشيقة و الذي أتى في رأس قائمة مبادئ هذا النظام الإداري لما يحمله من أهمية و تمثيل كبير لفكر الأسلوب الرشيق في إدارة المشاريع وهنا سنتحدث في الأفراد و التفاعلات بينهم أهم من الأدوات و العمليات ( الجزء الثاني )، أنه رغم أن عنوان المبدأ يظهر مجموعتين من عناصر المشروع، مجموعة الأشخاص و التفاعلات فيما بينهم، و مجموعة ثانية هي الأدوات Tools و العمليات Processes، لكن بالحقيقة هذا ليس فصل بين هذه العناصر الأربعة، إنما ترتيب أولويات، فإدارة الاعمال الرشيقة تقوم على أنه لا يمكن الفصل بين هذه العناصر او الاستغناء عن أحد منها، إنما إعطاء الأولوية و الاهتمام للمجموعة الأولى التي تشمل العنصر البشري بتفاعلاته المختلفة.

و سنتحدث عن كل عنصر من هذه العناصر من وجهة نظر أسلوب الإدارة الرشيقة، ابتداء بالأدوات و انتهاء بالأفراد الذين يشكلون فريق عمل المشروع.

الأدوات Tools

الأدوات هي أحد عناصر المشروع التي يتعامل معها الفريق بشكل يومي، و يمكن القول أن الأدوات عنصر أساسي بالطبع و لا يتم العمل من دونها، خاصة في العصر الحالي و ما وصلت إليه أدوات العمل المختلفة من تطور تقني و حداثة، بحيث أصبح يمكن للفريق إنجاز الأعمال بسرعة و سهولة أكبر، و تتنوع الادوات التي يمكن أن تدخل في المشروع من أجهزة و تقنيات و برمجيات أيضاً، كالبرمجيات التي تساعد على تحليل البيانات أو مراقبة اداء العمل و غيرها، الحواسيب الشخصية أو المركزية التي يتم استخدامها في العمل خلال المشروع أيضاً تندرج تحت عنصر الأدوات.

تختلف و تتنوع الأدوات بشكل كبير بين مشروع و آخر، لكن يمكن القول أن الأدوات هي من العناصر غير القابلة للتعديل، أي بمعنى لا يمكنك تغيير الحاسوب الشخصي او تعديله، يعني ذلك انه عند حدوث امر طارئ في العمل و وجوب تغيير الخطة، لا يمكن التعديل على الادوات بشكل كبير إنما التغيير يكون في طريقة استخدامها و هذا ما يعتمد على العنصر البشري الذي يدير هذه الادوات، و هذا المقصود من تقديم أولوية العنصر البشري على الادوات في نص إعلان الإدارة الرشيقة.

العمليات Processes

العمليات Processes هي مجموعة من الخطوات المتسلسلة وفق ترتيب معين، و التي يتم تنفيذها بهدف إنجاز عمل أو مهمة محددة، من الضروري ان يكون تنفيذ العمليات يضيف في النهاية قيمة إضافية للمشروع من وجهة نظر الإدارة الرشيقة، بحيث تكون العملية قادرة على تقديم إضافة حقيقية للمشروع، و الاهتمام بالعمليات ذات القيم المضافة العالية و التركيز عليها، كالتي توفر جهداً أو وقتاً معيناً، أو تحقق فائدة معينة للمشروع أو للفريق.

يمكن القول بأن العمليات أكثر قابلية للتغيير، و أكثر تكيفاً من الادوات، فمثلاً يمكنك إضافة خطوة او حذفها الى مجموعة الخطوات التي تشكل العملية، لكن من الصعب أن تقوم بتغيير أداة برمجية تستخدمها خلال المشروع كإعادة برمجتها على سبيل المثال، لذلك فإن العمليات قابلة للتعديل بشكل أكبر، و لها أهميتها من وجهة نظر الإدارة الرشيقة، فعندما يقع حدث طارئ جديد من الضروري التكيف معه، و يجب على المشرف في هذه الحالة تعديل و تغيير العمليات بحيث تتناسب مع التغيير الحاصل، يمكننا ملاحظة أمر جلي و واضح، العمليات ترتبط مع التفاعلات و ترتبط في النهاية مع العنصر البشري، الذي يخطط و يشرح هذه العمليات في البداية، ثم يقوم بتغييرها و تعديلها حسب الضرورة و هو ما تقوم عليه إدارة المشاريع الرشيقة، التعديل و التغيير عند الحاجة و بشكل خلاق و مفيد.

تابع الجزء الثالث