العصف الذهني – Brainstorming
العصف الذهني : يعتبر الحوار و المناقشة عملية أساسية لتوليد الأفكار و طرح و تحديد المشاكل في العمل ثم البحث عن الحلول، إلا ان الحوار يخضع لحاكم قوي هو النقد الذي يمكن أن يسد طريق الخيال و التجديد أو يمنع ظهور الأفكار غير الاعتيادية، و هذا ما يميز العصف الذهني بأنه غير خاضع لقوانين النقد و الحكم.
ما هو العصف الذهني (Brainstorming)؟ هو عملية إبداعية تهدف الى توليد كم من الأفكار و الحلول بين مجموعة من الأفراد يقومون بطرح الأفكار دون قيد أو حدود، و تكون هذه العملية بعيداً عن النقد و الحكم على الأفكار، حيث يتم دعوة المشاركين إلى طرح و عرض كل ما يخطر لديهم من أفكار لجمع أكبر عدد ممكن ثم مناقشتها في مرحلة لاحقة بعد الانتهاء من عملية توليدها، فهو إذاً عملية فكرية لتوليد الأفكار الإبداعية بالاعتماد على الكم و ليس النوعية.
نشأ هذا المصطلح على يد الكاتب أليكس اوزبورن عام 1953م و ذلك بعد محاولات طويلة قام بها للبحث عن الصيغة الأفضل و الأنجح في توليد الأفكار لدى موظفي صناعة الإعلانات، حيث رأى ان جمع الموظفين و دعوتهم الى طرح أفكارهم مهما كانت غريبة و جديدة دون رقابة أو نقد هو الطريقة الأكفأ في الحصول على الأفكار الجذابة و الفعالة.
أهمية العصف الذهني
تحمل عملية العصف الذهني Brainstorming أهمية كبيرة، فهي عملية إبداعية تركز على كم الأفكار و عددها، حيث تجمع موظفي المنظمة على طاولة الحوار لكن مع إلغاء الحدود الاجتماعية و الإحراج الذي يمكن أن ينجم عن النقد و النقاش، فتقوي الروابط بينهم و تعطي الموظف مساحة أكبر و حرية اكثر للتعبير عن أفكاره بالإضافة الى امكانية طرح أفكار غريبة يمكن أن تخلق التجديد و التغيير في أسلوب العمل، كما أن احتمال الحصول على فكرة ناجحة تحقق هدف المنظمة مستخلصة من 100 فكرة موجودة على الطاولة يكون أكبر بكثير منه حين يكون هناك فكرتان او ثلاثة، و يسمح العصف الذهني بالجمع بين الأفكار المطروحة الناقصة لتوليد فكرة جديدة ناجحة تجمع بين إبداع أكثر من موظف. يساعد العصف على التحليل الدقيق لوضع المنظمة و أدائها من وجهة نظر جميع أفرادها من مدراء و موظفين، مما يمكن أن يضيء على نقاط خفية أو مشاكل غير معروفة لحلها او يوضح أساليب عمل جديدة ترتقي بأداء المنظمة و مستواها الحالي.
استخدام العصف الذهني لجمع البيانات
تختلف اساليب العصف الذهني و تتنوع، و لعل الأساليب الأهم في جمع البيانات هو العصف الذهني التحليلي، حيث يجتمع أفراد المنظمة و يقومون بدراسة و تحليل وضعها الحالي و تطرح امامهم مشاكل المنظمة و مثال عن شركة منافسة ثم يتاح المجال أمامهم لتحليل الشركتين و المقارنة بينهم من اجل الوصول الى حل المشاكل الحالية او طرق تطوير و تنمية الأداء و الإنجاز.
و هناك أيضاً العصف الذهني بتبادل الأدوار، أي التفكير من وجهة نظر المنافس أو المتفوق في الصناعة، ثم طرح الأفكار الإبداعية للوصول الى مستوى المنافس و التفوق عليه، بعد أن تنتهي عملية توليد الأفكار يتم جمعها و عرضها تباعاً لمناقشتها و استخلاص الأفكار الفعالة و المفيدة منها.
و لتنفيذ العصف الذهني Brainstorming خطوات دقيقة و تراتبية و هي:
- خلق البيئة المثالية عن طريق جمع أفراد ذوو خلفيات وتخصصات متباينة للحصول على أفكار مختلفة ومتنوعة، و يفضل ان يكون العدد ليس بكبير من اجل إتاحة المجال للجميع كي يطرحوا أفكارهم و يعبروا عنها.
- شرح المبادئ التوجيهية في الحوار وتحديد المشكلة التي يجب حلها او الهدف المطلوب الوصول إليه للمشاركين.
- جمع و تبادل الأفكار بين الأفراد بتحفيزهم و تشجيعهم على الإبداع و طرح كل ما يفكرون فيه ثم تسجيل هذه الأفكار مع التركيز على الوصول الى عدد كبير من الأفكار و تجنب استبعاد أي فكرة مهما بدت غريبة و غير مناسبة.
- فرز و استبعد الأفكار بعد الانتهاء من عملية جمعها، عبر النقاش فيها بين المجموعة ككل و استبعاد الأفكار المتفق على عدم فعاليتها ثم تلخيص و طرح الأفكار الفعالة.
- اختيار الأفكار الأكثر فعالية من قبل المجموعة ثم وضع خطة العمل بالاتفاق بينهم و تحديد دور كل فرد في عملية تنفيذ الفكرة.
