الأفراد و التفاعلات بينهم أهم من الأدوات و العمليات ( الجزء الثالث )

الأفراد و التفاعلات بينهم أهم من الأدوات و العمليات
بعد أن تكلمنا في الأفراد و التفاعلات بينهم أهم من الأدوات و العمليات الجزء الثاني بشكل مختصر عن المجموعة “الأقل أولوية” حسب المبدأ الأول في نص إعلان الإدارة الرشيقة و التي تشمل عنصري الأدوات و العمليات، سنتحدث عن المجموعة الأخرى و التي تملك اهمية أكبر من سابقتها حسب وجهة نظر مؤسسي أسلوب الإدارة الرشيقة، و تشمل هذه المجموعة عنصري التفاعلات و الأفراد و اللذان يرتبطان ببعضهما بشكل كبير.
في البداية و قبل أن نخوض في التفاعلات Interactions من وجهة نظر إدارة المشاريع الرشيقة، سنطلق على المنسق للمشروع الرشيق اسم “المشرف” و ليس المدير، فأحد المبادئ الفرعية التي يقوم عليها أسلوب الإدارة الرشيقة؛ هو انه لا يوجد مدير، فالإدارة ذاتية و الرقابة ذاتية أيضاً، كل من موقعه يؤدي عمله و يراقب أداءه، على خلاف النظم الإدارية التقليدية حيث يكون مدير المشروع مسئولاً عن جميع أفراد الفريق، يراقبهم و يضع الخطط و يقيس الاداء بمفرده.

ما هي التفاعلات Interactions في نص إعلان إدارة المشاريع الرشيقة Agile Manifesto
التفاعلات (Interactions) مفهوم واسع المعاني، كثير التفرعات، و للوهلة الأولى حين قراءة البند الأول من نص الإعلان قد يتبادر ان مؤسسي هذا الأسلوب الرشيق يقصدون التفاعلات بين المواد، لكنهم يقصدون شيئاً آخر تماماً! إنها التفاعلات بين البشر هي المهمة و الحيوية!
الأدوات احياناً يمكن أن تحد العمليات، بمعنى أن العملية ستعتمد على ما يتوافر من ادوات بين أيدينا و ستجري العملية حسب الموارد الموجودة، و العملية أيضاً يمكن ان تحد التفاعلات، لكن نص إعلان الإدارة الرشيقة يركز على التفاعلات بين الأفراد، ليس فقط فريق العمل، بل المشرف، أفراد الفريق، المعنيين بالمشروع و كل من له دور في المشروع سواء في داخل المنظمة أو خارجها.
على المشرف أن يوجه الفريق نحو التفاعل الخلاق، ينتقي التفاعلات البناءة بين أفراد المشروع و يقوم بتعزيزها و تنميتها، و يستبعد التفاعلات السلبية التي قد تسبب الضرر أو التأخير أو أي نتيجة سلبية على المشروع و يقوم بوضع الخطط لإلغائها، مشرف الفريق الرشيق يقوم أيضاً بتعليم الفريق، إلقاء المحاضرات، عرض إحصائيات العمل، مناقشة الفريق و بناء الخطط القادمة معهم، كل هذا من أشكال التفاعلات بين المشرف و الفريق.

التفاعلات الخارجية أيضاً مهمة في الإدارة الرشيقة!
لا تنحصر التفاعلات في المشروع الرشيق بأعضاء الفريق و المشرف، بل إن هذا الأسلوب يركز و بشكل كبير على التفاعلات الخارجية، أي التفاعل و التواصل مع الأشخاص خارج المشروع، و أهمهم العميل!
يقوم المشرف على المشروع الرشيق بالتنسيق و التواصل مع العميل، وضعه على علم دائم بما يجري في العمل، الحرص على أن العميل مطلع على مراحل إنتاج و تحضير المنتج الذي سيقوم بشرائه، و الأهم هو إزالة الحواجز بين العميل و فريق المشروع الرشيق، لكي يكون الفريق على دراية بأية تغييرات يريدها العميل على منتجه و التكيف مع طلباته جميعها، هذه التفاعلات مهمة جداً من وجهة نظر الإدارة الرشيقة، يمكن القول أن هذا الأسلوب في إدارة المشاريع يركز أكثر على حصول العميل على ما يريده، أكثر من الالتزام بالخطة او اتباع معايير موضوعة مسبقاً.
كل هذه التفاعلات لا يمكن ان تدار بواسطة أداة برمجية ما، بل تحتاج إلى مشرف بشري يضمن خروج هذه التفاعلات بأفضل صورة ممكنة، بالطبع فإن نص إعلان الإدارة الرشيقة لا يلغي و ينكر التفاعلات بين الادوات، لكن فقط يرى أن التفاعلات بين البشر هي الأهم، و البشر أي أفراد الفريق الرشيق يمكنهم فيما بعد إدارة التفاعلات بين الادوات كيفما يريدون.