علاقة صاحب المنتج بالعميل
بعد أن تحدثنا عن تعريف صاحب المنتج ضمن فريق السكرام ومهماته، أصبح من الواضح لنا أن هذا الفرد Product Owner يمثل بالفعل قناة التواصل الوحيدة والأهم بين الفريق والعميل، ولأن إدارة المشاريع الرشيقة ومنهجية Scrum وضعت رضا العميل في رأس قائمة أهداف المشروع الرشيق، فإن هذه الرؤية تضيف مسؤولية أكبر بل ومهمة أكثر صعوبة ستقع على عاتق صاحب المنتج، لكن كيف ذلك؟ وماهي المشاكل التي يمكن أن تشاهد في علاقة صاحب المنتج بالعميل؟
يمكننا القول أنه وبحال حدوث شيء خاطئ أو بحال لم يقم فريق السكرام بتسليم العمل كما يريد العميل بالضبط، فإن صاحب المنتج هو من سيتحمل مسئولية هذا التقصير باعتباره صلة الوصل بين الطرفين، هذا الأمر يجعل هذا الموقع الوظيفي على قدر عال من المسؤولية والخطورة ويتطلب أفراداً خبراء ويتمتعون بالدقة والنشاط والمهارة ليستطيعوا تنسيق أداء الفريق وإنجازه مع متطلبات العميل ومعاييره.
سنتحدث في هذا المقال عن أهم الأخطاء التي يمكن أن يقع بها صاحب المنتج خلال عمله مع فريق السكرام، ويمكن أن نصنف المشاكل التي قد يعاني منها ال product owner الى قسمين رئيسيين، أخطاء في تعامله مع العميل Customer ، وأخطاء خلال أدائه ومتابعته مع فريق العمل، وسنتحدث الآن عن تعامل صاحب المنتج مع العميل.
عدم تحديد الأولويات
وهي أكثر المشاكل التي يعاني منها صاحب المنتج شيوعاً، خطأ كبير يمكن أن يكون سببه قلة الخبرة لدى صاحب المنتج، وتنشأ هذه المشكلة بشكل باكر خلال الاجتماعات الأولى التي تضع أسس علاقة صاحب المنتج بالعميل، لكن كيف ذلك وما هي أهمية تحديد الأولويات Prioritization ؟
عندما يتفق العميل مع فريق السكرام على بناء منتج ما، بالطبع فإن العميل سيكون لديه متطلبات ومعايير يجب تحقيقها في هذا المنتج وتوقعات من فريق السكرام يجب أن يرتقوا إليها، ومهمة صاحب المنتج هنا معرفة وتحديد هذه المعايير بشكل دقيق لإبلاغ الفريق بها والتأكد من فهمهم لها، لكن بحال تم تلقي المعايير والمواصفات المطلوبة من العميل وكانت كلها بنفس الأهمية دون اختلاف أو أولوية لأحدها على الأخرى، لن يكون هناك شيئاً “أهم” يعمل الفريق على التأكد من تحقيقه أولاً، هذا الأمر سيسبب مشكلة في تصنيع المنتج بالطبع، وإن مهمة تحديد الأولويات لا تقع على العميل فهو المشتري ويريد مواصفات معينة يجب تحقيقها في منتجه لكن مهمة صاحب المنتج هي الجلوس والنقاش مع العميل لإعداد قائمة واضحة ومحددة بالمواصفات المطلوب تحقيقها مرتبة حسب أهميتها بالنسبة للعميل، ثم إيصال هذه المعلومات الى فريق السكرام مرتبة حسب الأهمية بشكل واضح وصريح.
غالبا ما ينشأ هذا الخطأ بسبب ضعف فهم صاحب المنتج لمتطلبات وتوقعات العميل حول منتجه، يمكن تفادي الوقوع في هذه المشكلة عبر مجموعة خطوات يمكن أن يتبعها صاحب المنتج لتحقيق هدفه في فهم أهداف المنتج Product Goals وترتيبها حسب الأولوية بشكل صحيح وفعال. في البداية من المهم أن يستمع صاحب المنتج الى العميل بشكل جيد ودقيق لمعرفة وفهم ما الذي ينتظره العميل بالضبط، ثم تأتي مرحلة الأسئلة الموجهة والدقيقة للعميل من أجل فهم أهدافه وطلباته بشكل عميق، بعد ذلك على صاحب المنتج استخدام مهاراته والنقاش حول الأهداف بشكل أكبر ومعرفة ما الذي يهم العميل بالدرجة الأكبر، أي ترتيب أولويات العميل ووضع قائمة الأهداف بهذا الترتيب.
قل للعميل لا حين يتطلب الأمر!
إحدى المشاكل المهمة التي قد يعاني منها صاحب المنتج هي افتقاره الى الحزم، سيكون الأمر كارثة حين تقول كصاحب منتج للعميل “نعم” على كل متطلباته وأهدافه في حين أن فريق السكرام غير قادر على تحقيق كل هذه المعايير وتلبية متطلبات العميل كافة، لذلك من الضروري أن يكون صاحب المنتج حازماً مع العميل حين يتعلق الأمر بقدرات فريق العمل.
قد تنشأ هذه المشكلة بسبب قلة معرفة صاحب المنتج بفريق السكرام، بالطبع حين تكون بعيداً عن فريق العمل وعلى جهل بقدراته وطاقته لن تستطيع تحليل متطلبات العميل ومعرفة ما إذا كان الفريق قادراً على تحقيقها، حل هذه المشكلة بسيط في الحقيقة، من الضروري أن يكون صاحب المنتج على مقربة من فريق السكرام، يشاركهم العمل بشكل يومي ويقوم بقياس وتحليل أدائهم والقدرات والإمكانيات الخاصة بالفريق ليستطيع أخذ القرار الصحيح حول ما إذا كان الفريق قادراً على تحقيق أهداف المنتج التي يبدأ العميل بذكرها حين يجتمع مع صاحب المنتج، والأهم هو أن يرفض أهداف العميل التي تشكل عبئاً سيفشل الفريق في تحمله وأن يناقش ويفاوض العميل على أهداف المنتج التي يطلبها بمهارة وحكمة.
ضعف الخبرة بمجال الأعمال
يمكن القول أن أغلب الأفراد الذين يشغلون دور صاحب المنتج تكون خبراتهم ومهاراتهم أقرب الى مجال التطوير Development منه الى مجال الأعمال Business. هذا الأمر قد يسبب مشكلة في فهم صاحب المنتج لحركة السوق وقواعده، والتنافس بين المنظمات وأصحاب الأعمال. من المهم بالطبع أن يكون صاحب المنتج على دراية قدر الإمكان بأوضاع وتقلبات السوق والعملاء والمنافسين، ويمكن حل هذه المشكلة عبر السعي الى التعلم المستمر والدائم وتنمية الخبرات في مجال الأعمال عبر التدريب ومحاولة تطوير صاحب المنتج لنفسه وتنمية خبراته.