نظرية Scrum وفلسفته
تحدثنا عن منهجية Scrum في إدارة المشاريع وشعبيتها الواسعة بين رواد الأعمال والمنظمات من مختلف الاختصاصات والمجالات، لكن ماهي نظرية Scrum التي تتحرك وفقها هذه المنهجية وتبنى على أساسها مبادئ السكرام وعملياته، و على الرغم أن السكرام يتشابه في مبادئه الى حد التطابق مع Agile لكن لا ضير من التوسع والبحث في فلسفة السكرام نظراً لأهمية هذا النظام لأغلب دارسي ورواد إدارة الأعمال اهتمامهم به.
بداية علينا أن ندرك أن من أتقن السكرام Scrum وفهم نظريته وخطواته العملية والتزم بها استطاع أن ينقل جودة عمله وإدارته إلى مستوى آخر تماماً، فحسب التقارير والدراسات يشكل هذا المنهج Scrum المنهجية الأولى في إدارة المشاريع على مستوى العالم بنسبة أكثر من 65% من المشاريع والأعمال، وبإمكاننا أيضاً أن نرى بوضوح توجه المنظمات والشركات العالمية نحو اعتماد هذا المنهج في مختلف مشاريعها وتأهيل الكوادر البشرية و فرق العمل لممارسته و إتقانه.
فلسفة Scrum
يجب أن نعلم أن السكرام في أساسه وجوهره عبارة عن مجموعة من الإرشادات Guidelines التي تجمع خطوات عملية وسلسلة عمليات وفق فكر إداري نظري وترشد مدير المشروع لتسلسل التفكير والتنفيذ الصحيح ليحصل في النهاية على مخرجات المشروع بأفضل جودة ممكنة.
يقدم السكرام نقطة انطلاق واضحة للمشروع لكنه يسير مع تقدم المشروع دون جمود أو رتابة مقارنة بالمنهجيات التقليدية، تقوم فلسفة السكرام Scrum على تحليل إمكانيات وقدرات فريق العمل وإنشاء مخطط عمل بجدول زمني وكل ذلك يجب أن يكون متناسبا مع إمكانيات الفريق، ويركز هذا المنهج على قيم المرونة والتكيف مع المشاكل والتغييرات، وتعديل خطة العمل وفق التقييم الراجع Feedback خلال كل مرحلة من مراحل المشروع، ويرفض المنهج وفق مؤسسيه الروتين والرتابة والالتزام الأعمى بالخطة الموضوعة دون الأخذ بالحسبان المتغيرات المرتبطة بالمشروع سواء كانت داخلية أو خارجية، يمكننا أن نقول أن السكرام يعتمد فلسفة خاصة هي “سننجز العمل وسنتغير مع التغيرات ونتطور باستمرار”
التحسين و التطوير في الإدارة الرشيقة يحتل مكانة كبيرة ومهمة جداً في فلسفة ال Scrum سواء كان هذا التطوير للفكر أو العمليات والخطط أو الأداء نفسه، يدعو السكرام رواد الأعمال وأعضاء الفريق الى التحليل المستمر والفعال للبيانات والمعلومات خلال سير العمل تماماً وكشف نقاط القوة والضعف في الأداء الحالي لحل المشاكل وتطوير الأداء المستقبلي.
نظرية السكرام Scrum theory
تقوم نظرية Scrum على مبدأ غاية في الأهمية يعبر عن جوهر السكرام واختلافه عن المنهجيات التقليدية في الإدارة، يقول هذا المبدأ بأهمية ووجوب التخطيط والدراسة المستمرين خلال المشروع وعدم الاعتماد على البيانات الأولية والخطة الأساسية فقط بل الاعتماد على ملاحظة البيانات والأخطاء، والخبرة في تحليلها ووضع الحلول، والقدرة على التكيف مع أي تغيير يطرأ على سير العمل.
وهناك ثلاثة مبادئ رئيسية تقوم عليها نظرية السكرام ويعمل بها معتمدو هذه المنهجية، وهي:
- التكيف Adaption: وهي القدرة على تعديل وتغيير الخطة والأهداف وفق أحدث البيانات وحسب المشاكل أو الأخطاء التي من الممكن أن تحدث، هذا المبدأ يسيطر على منهجية السكرام بل أن الإدارة الرشيقة بشكل عام تركز على أهمية التكيف والمرونة وتدعو إليه.
- الفحص Inspection: ويشمل المراقبة المستمرة والفحوص الدورية للعمليات والأداء، هذا المبدأ يسمح بالكشف المبكر عن الأخطاء والمشاكل وتعديل وتحديث آلية العمل والخطط وفق الحلول المقترحة، مما يوفر الوقت والجهد والموارد ويسمح بتجنب الخسائر الناتجة عن الأخطاء.
- الشفافية Transparency: والتي تسمح لأعضاء الفريق نفسه بالإضافة إلى المعنيين بالمشروع Stakeholders بتقييم حالة المنتج الذي يتم العمل عليه بأي وقت محدد يريدونه، يسمح ذلك بتحسين المنتج وقياس مدى توافقه مع معايير العميل بشكل مستمر خلال دورة حياة المشروع.
تعليق واحد