الأفراد و التفاعلات بينهم أهم من الأدوات و العمليات ( الجزء الرابع )

الأفراد و التفاعلات بينهم أهم من الأدوات و العمليات
العنصر الأهم و الأول على رأس هرم الأولوية في المشاريع الرشيقة في المبداء الاول هو الأفراد و التفاعلات بينهم أهم من الأدوات و العمليات ( الجزء الرابع )، الأفراد Individuals العنصر الذي ركز عليه نص إعلان الإدارة الرشيقة بشكل كبير، و نشأ هذا الأسلوب الإداري على فكرة أن تنمية فريق العمل سينمي كل عناصر المشروع الأخرى، و الأفراد متدخلون في كل العناصر الأخرى، و ارتباطهم أو تفاعلهم وثيق مع العناصر الثلاثة الأخرى المذكورة في المبدأ الأول من نص الإعلان و هي التفاعلات، و العمليات و الأدوات.

الأفراد و عناصر المشروع الثلاثة الأخرى
البشر أكثر مرونة و قابلية للتكيف من الأدوات و العمليات كلاهما، لكن في الوقت نفسه، تغيير فرد أصعب بكثير من تغيير برنامج أو أداة او عملية، فأن تغير تفكير فرد أو سلوكه يعتبر أمراً شاقاً للغاية يحتاج إلى أساليب معينة فعالة و ذكية، و الأفراد مادة قابلة للتكيف و الإبداع بشكل كبير، إذا توافرت لهم البيئة المناسبة لذلك، فالشركة التي تملك موظفين لا يقومون باستغلال الأدوات المتوفرة بالشكل الأمثل، أو لا يجرون العمليات كما يجب، أو حتى لا يريدون أن يغيروا او يرفعوا من مستوى ادائهم، فهؤلاء الأفراد لا يشعرون بالراحة في بيئة العمل هذه، و على الشركة إن أرادت الحفاظ عليهم أن تغير من الادوات او العمليات أو حتى المناخ العام في العمل، أما أن تتوقع الشركة أن يتغير الفرد و الظروف هي نفسها من غير أي تعديل فهذا توقع غير منطقي.
الأفراد يتدخلون بكامل عناصر المشروع، باعتبارهم العقل المفكر و اليد المنفذة و المغيرة، ففي بيئة المشروع المناسبة و المريحة للأفراد، يمكن ان يغيروا الأدوات إذا رأوا انها غير فعالة بحالتها هذه أو لا تؤدي العمل المطلوب، يمكن لهم بسهولة ان يغيروا العمليات التي يتألف منها المشروع بتعديلها حسب ما يرونه مفيداً، يمكن أيضاً أن يبدعوا و يطوروا من العنصرين مما يعود بالنفع الاكيد على المشروع، لهذا السبب ركز نص إعلان الإدارة الرشيقة على الأفراد في المشروع أكثر من باقي عناصره.

دور المشرف في التعامل مع الأفراد
المشرف ليس مديراً للمشروع الرشيق، إنما هو ميسر و موجه فقط، و ركز أسلوب الإدارة الرشيقة على ان المشرف عليه أن يكون ماهراً في التعامل مع الأفراد الذين يشكلون فريق المشروع الرشيق، فإذا حدث تقصير من احدهم أو جميعهم، على المشرف ان يتحرك و يعرف سبب هذا التقصير و يعالجه بسرعة، و يتبع المشرف في مهمته هذه على أساليب و طرق اجتماعية و عملية مختلفة.

بناء الفريق الرشيق : الجيد و المبدع و الفعال، يحتاج الى اهتمام و متابعة مستمرين، و يعتمد على مبادئ و على المشرف ضمان تحقيقها في بيئة العمل، كأن يغرس في الأفراد مبدأ أن “الفريق يأتي أولاً”، و أن يلغي “الأنا” السلبية او الأنانية، و يعزز “انا” الإيجابية التي تقوم على تطوير الفرد لنفسه و اكتشاف إبداعه في العمل بالجهد و التفكير الخلاق.
التعليم : متاح للجميع و على الجميع أن يتعلم، ليطور خبراته في العمل و يكتشف مهاراته و قدراته بشكل مستمر، و من المهم أن يكون للأفراد فرصة اختيار الأدوات التي سيعملون عليها بنفسهم، فتح الموارد المتوفرة في المشروع أمام الفريق و دعوتهم الى اختيار الأدوات التي تناسبهم و يرون أنها ستفيد العمل.
العمليات : من الأفضل أن تكون بسيطة غير معقدة، عند وضعها على المشرف ان يتأكد أن العمليات قابلة للتغيير و أن الأفراد قادرون على تعديل هذه العمليات و تغييرها حسب ما يرونه مناسباً و مفيداً للمشروع، من الضروري أن تكون البيانات و الخاصة بالمشروع و تحليلاتها متوافرة لجميع الأفراد، ليعرف كل فرد ما يمكن ان يفيده من بيانات و يستخدمها في تنفيذ عمله بفعالية.
التفاعلات : مهمة جداً بين الأفراد، على المدير أن يعرض بشكل مستمر نتائج التفاعلات بين أفراد الفريق الرشيق، السلبية و الإيجابية، ثم جعلهم يقررون بأنفسهم و من منطلق حكمهم الذاتي التفاعلات التي يجب تعزيزها و تطويرها و تلك التي يجب إلغاؤها و استبعادها كي لا تضر بالمشروع.
يطول الحديث كثيراً عن الأفراد، و قدرتهم حين تكون الظروف مناسبة لهم على تغيير المشروع و الإضافة له بشكل كبير، هذا ما ادركه مؤسسو الإدارة الرشيقة و أيقنوه، فجعلوا الاهتمام بالأفراد في أعلى قائمة اهتمامات الأسلوب الرشيق في إدارة الأعمال.