التحسين و التطوير في الإدارة الرشيقة
التحسين و التطوير في الإدارة الرشيقة
أبرز ما يميز أسلوب الإدارة الرشيق أنه يسعى للخروج من قوالب النمطية و الروتين، و يبحث دائماً عن التجديد و اعتناق التغيير الإيجابي، و من ضمن ذلك التركيز على أهمية التحسين والتطوير في الادارة الرشيقة المستمر للعمل في المشاريع الرشيقة، و تطوير الأفراد المشاركين في هذا النظام الإداري.
التحسين المستمر
أخذ مفهوم “التحسين والتطوير المستمر” كمبدأ في الإدارة الرشيقة من الكلمة اليابانية “كايزن”، و يقوم هذا المبدأ على العمل على التحسين المستمر والتنمية الدائمة في أعمال و سلوكيات و مواصفات العمليات الخاصة بالمشروع و فريق العمل الخاص به.
يقوم التحسين المستمر على القيام باستغلال الفرصة أثناء العمل لتحقيق التحسين في أداء و سلوكيات فريق العمل ولو كان ذلك التحسن يتم وفق قفزات صغيرة لكن الأهم أن تحدث بشكل مستمر و متتابع طيلة فترة العمل.
يهدف التحسين المستمر الى بناء فريق عمل رشيق ناضج فعال و محترف في عمله و يقوم بتحسين و تطوير نفسه بشكل مستمر، في النتيجة فإن أفراد الفريق سيصبحون قادرين و ماهرين في الاجتماع مع بعضهم و مناقشة وضع العمل و تحديد الإيجابيات لتعزيزها و السلبيات للتخلص منها، كلما ارتقى مستوى الفريق كلما كان أكثر خبرة في قيادة المشروع و مهارة في التعامل مع المشاكل و بناء منتج أفضل و أكثر جودة فضلاً عن تحسن المهارات الفردية لأعضاء الفريق و التي ستفيدهم كأشخاص و كمنظمة.
التحسين المستمر يسمح أيضاً لأعضاء الفريق أن يتعلموا و ينموا خبراتهم، هذا الأمر يعني أنهم عندما يجتمعون سيكونون قادرين على دراسة مجرى العمل الحالي، اكتشاف نقاط الضعف فيه، و الأهم هو اقتراح الأفكار الجديدة التي ستضيف الجودة و الفعالية الى العمل و بالنتيجة الى المنتج.
فوائد التحسين المستمر:
- اقتراح و تنظيم الأفكار بشكل أكثر فعالية: الأفكار الجديدة يمكن أن تصدر من أي فرد في الفريق و في أي وقت، و الفريق القوي سيكون قادراً على نقاش الأفكار الجديدة لأفراده و تحليلها و دراستها بشكل أفضل، و الأهم هو تطبيقها بشكل أسرع و أكثر كفاءة، هذا الامر يمتد بشكل واسع ليشمل الاقتراحات الجديدة الإبداعية و الخلاقة حول طريقة سير العمل، أو الخطط المرحلية أو النتائج الأولية للمشروع، و التحسين والتطوير المستمر في عمل الفريق سيجعل كل هذه الأمور أسهل و أفضل و أكثر فائدة للمشاريع الرشيقة و المنظمة على حد سواء.
بالطبع فإن الأمر يتجاوز تطوير و مناقشة الأفكار بين أفراد الفريق العامل في المشروع فحسب، بل يصل الى استقبال الفريق أفكاراً خارجية، من المعنيين بالمشروع أو العميل نفسه، الأفكار الخارجية دون شك قد تكون ذات قيمة كبيرة جداً و غنية للمشروع، فالأفكار و الاقتراحات من المعنيين بالمشروع يمكن أن تضيف شيئاً جديداً خارج حدود تفكير الفريق، أما الأهم و هي مقترحات العميل فهي قادرة على تخريج منتج أكثر جودة و قبولاً لدى العميل الذي في النهاية هو المشتري لنتيجة المشروع و المستفيد الأساسي منها.
طرح الأفكار الجديدة على الطاولة –سواء داخلية كانت أم خارجية- و تحليلها، و نقاش الفريق الهادف لكيفية تطبيق هذه الأفكار، و الأهم هو السرعة في الأداء و تنفيذ الأفكار عبر تكليف كل فرد بالمهمة المناسبة له و التي توافق مهاراته و خبراته، كل ذلك من الصعب تحقيقه لولا مبدأ التحسين المستمر في آلية و سلوكيات عمل الفريق.
تعليق واحد