متطلبات الإدارة الرشيقة
دعم الإدارة
عندما تقرر المنظمة الانتقال الى الأسلوب الإداري الرشيق ، فإن الأمر لا يكون دائماً بغاية السهولة، في جانب الحاجة الى وجود أشخاص مؤهلين و خبراء في مجال الإدارة الرشيقة ليقوموا بتخطيط و تسيير العمل وتدريب فريق العمل وفق نظام العمل الرشيق و متطلبات الإدارة الرشيقة ، لا بد من إحداث تغييرات عالية المستوى في المنظمة، و المستويات الإدارية العليا ليست استثناء من هذه التغييرات، في السلم الإداري التقليدي أو البيروقراطية الإدارية لا تنفع أبداً في النظام الإداري الرشيق.
كبداية لا بد من تغيير و تحسين أسلوب التعامل و التنسيق بين الإدارة العليا و المستويات الأخفض وصولاً الى فريق العمل الخاص بمشروع معين، دعم الإدارة العليا هو أحد المتطلبات الأساسية لتطبيق الإدارة الرشيقة في المنظمة، و تتنوع أشكال هذا الدعم لتشمل كافة مراحل و تفاصيل التنسيق و التخطيط و استخدام موارد المنظمة حتى إتمام العمل و في النهاية الحصول على مخرجات المشروع.
عند تبني المنظمة لمشروع ما وقرارها بتسييره وفق إدارة المشاريع الرشيقة، على المسؤولين و المشرفين في الإدارة العليا وضع كافة الموارد المتاحة تحت تصرف المشروع، سواء الموارد المالية أو البشرية أو التقنية، بالطبع فإن هذا لا يعني استنزاف موارد المنظمة لأجل مشروع واحد، لكن تقديم الموارد الكافية لضمان نجاح المشروع، و عدم التقصير أو التردد في تقديم كافة التصريحات و التسهيلات اللازمة لفريق المشروع، سواء كانت هذه التسهيلات داخلية ضمن المنظمة كالاستعانة بخبرات أو موارد الأقسام الأخرى، أو خارجية كالتواصل و التنسيق مع مزودي الخدمات الخارجيين الذين يحتاجهم فريق المشروع لإتمام عمله.
تبني فلسفة الإدارة الرشيقة
من المهم أن تتبنى المنظمة بكافة مستوياتها فلسفة الإدارة الرشيقة، بصفاتها كافة كالمرونة و عدم التعقيد، هذا يعني الابتعاد عن الإجراءات الروتينية التي تستهلك الوقت و الجهد في الأنظمة التقليدية، و بناء تسلسل و نظام إداري يقوم على الرشاقة و السرعة لتوفير الوقت و استغلاله بتحقيق الإنجاز و توفير الجهد المستنزف في العمليات أو الخطوات الروتينية الإدارية، هذا الأمر يعني تحرك و تدفق عمل أسرع، بالتالي الحصول على مخرجات و نتائج أعلى جودة.
بناء المناخ الديمقراطي في المنظمة، و تأسيس أرضية من العمل المشترك و الثقة و الراحة في التعامل بين الإدارة و فريق العمل، بالإضافة الى تحفيز الموظفين على اختلاف مستوياتهم الوظيفية و تشجيعهم على إبداء آرائهم و مقترحاتهم التي تساعد في تحسين العمل و تحقيق التنمية، و عدم الاكتفاء بتلقي الاقتراحات من أفراد المنظمة بل مناقشتها معهم و تحليلها و دراستها ليتأكدوا أن كل اقتراح أو فكرة جديدة سيتم أخذها بجدية و اهتمام من قبل الإدارة.
هذه الأساليب تساعد في زيادة الثقة الوظيفية بين الإدارة و الموظفين، و هذا الجو السائد من الراحة و الثقة سيكون بالطبع جواً صديقاً للإبداع و الابتكار، إبداع الموظفين لأفكار خلاقة و مبتكرة في العمل و تخلصهم من شعور الخوف من الرفض أو الخجل الوظيفي و القضاء على سلبيات التسلسل الإداري التقليدي التي قد تقضي على الكثير من الأفكار المبدعة بل و حتى يمكن أن تقضي على الموظفين المبدعين.