مشرف المشروع Scrum Master
في الفريق الرشيق وحسب نص إعلان نص مبادئ إدارة المشاريع الرشيقة يعتبر مشرف المشروع المحرك الأساسي و الأول لعمليات و مهام و أعضاء الفريق و المشروع، ولا يعتبر السكرام استثناء من هذه القاعدة رغم خصوصية الدور الذي وضعه منهج السكرام لمشرف المشروع من حيث دوره الأهم في التأكد من أن جميع أعضاء الفريق لديهم المواهب و المهارات و الخبرات اللازمة لإنجاز المشروع بالشكل الأمثل و الحصول على النتائج المرغوبة.
و كما ذكرنا آنفاً في حديثنا عن الاختلاف بين الإدارة التقليدية و منهجية السكرام، فإن المشرف في فريق السكرام لا يتولى مهمة توجيه الفريق و إعطاء الأوامر للأعضاء كما في الأنظمة التقليدية لإدارة المشاريع بل يلعب دور القائد أكثر بعض الشيء، فتتركز مهامه في إعداد و تهيئة أفراد الفريق من حيث الخبرة و البيانات التي يحتاجونها لعملهم و تأمين الموارد اللازمة للمشروع ثم يتركهم يؤدون عملهم و ينفذون مهامهم كل من موقعه و حسب الدور المنوط به مع الإشراف طبعاً على سير العمل و التدخل في العمل حين الحاجة لذلك. يتولى قيادة اجتماعات الفريق و يوجه الأفراد حسب خط سير العمل اللازم ويقوم بإعطاء الملاحظات حسب خبرته و الأفضل للمشروع، في النهاية يمكن أن نقول أن مهمة مشرف المشروع هي تحقيق أهداف المشروع بشكل صحيح و تسليم العميل بشكل مثالي يرضيه و يحقق أهدافه.
وهنا سنستعرض بعض الصفات والمهام التي تميز مشرف مشروع السكرام عن مدير المشروع التقليدي:
مشرف قائد وصديق
في أنظمة الإدارة التقليدية يعتبر مدير المشروع هو المراقب لسير العمل والمسؤول عن تفقده، حيث تتركز مهامه في القدوم بعد إنهاء المهمة و تقييم المنتج أو المرحلة الذي تم إنجازها حتى الآن ثم إعطاء التوجيهات للاستمرار أو تعديل الخطط أو حل المشاكل بحال وجودها، هذه السياسة الإدارية تسبب هدر الكثير من الموارد والوقت بسبب عدم إمكانية كشف الأخطاء إلا بعد حصولها وتسببها بالضرر و الخسارة.
من الناحية الأخرى و في منهجية السكرام فإن مشرف المشروع يعتبر عضواً دائماً في الفريق متواجداً في جميع الأوقات سواء خلال مرحلة التخطيط أو التنفيذ أو التقييم، على مشرف السكرام أن يكون ملازماً لأعضاء الفريق خطوة بخطوة، لكنه بالفعل لا يقوم بإعطاء الأوامر و تحديد ترتيب العمليات بشكل روتيني جامد إنما توجيه خط العمل و الأداء و إعطاء الملاحظات و مساعدة أفراد الفريق في تنمية خبراتهم و التعلم من أخطائهم حتى يصلوا إلى مرحلة يستطيعون فيها تولي كافة المهام بأنفسهم و يصبح كل فرد مدير ذاته بذاته.
نقطة أخرى في هذا الصدد هي أن أنظمة الإدارة التقليدية تفرض بطريقة ما على أفراد فريق العمل كشف المشاكل و التعامل معها بمفردهم حسب توجيهات مدير المشروع، أما في السكرام فالمشرف يكون جنباً إلى جنب مع أعضاء فريق التطوير في كشف المشاكل و إصلاحها بعد أخذ اقتراحاتهم و النقاش في المشكلة ثم اعتماد الحل الذي يتفق عليه الجميع، يمكننا أن نشبه مشرف السكرام في هذه الصفة بأنه المدرب Coach.
صفة أخرى يمتلكها مشرف السكرام المحترف من وجهة نظر هذه المنهجية الإدارية، هي سعيه لتنمية فريقه و تطويره بشكل دائم و قيادة عملية التحفيز في الفريق، فمشرف السكرام يهتم دائماً بتطوير خبرات و مهارات فريقه، وتبدأ هذه المهمة مع بداية المشروع، عبر عمله على انتقاء الخبرات اللازمة للمشروع أو المؤهلين لتعلم خبرات و مهارات جديدة سيحتاجونها خلال دورة حياة المشروع، و لا تنتهي هذه المهمة هنا بل يهتم مشرف السكرام بتنمية وصقل خبرات فريقه و تعليمهم مهارات جديدة ليس لأجل المشروع فحسب بل لأجل تطوير حياتهم المهنية بحد ذاتها، يؤدي هذا التوجه الى رفع قيمة فريق السكرام و زيادة كفاءته و إنتاجيته بشكل طبيعي مما ينعكس إيجابياً على نتائج المشروع في النهاية.
أمر آخر يندرج تحت صفة القائد الصديق هي مهمة مشرف السكرام في حماية فريقه من الأخطار و التدخلات الخارجية التي يمكن أن تحصل خلال العمل، خصوصاً إذا كان يعمل فريق السكرام ضمن منظمة أكبر و يعتبر جزءاً منها، فمن المحتمل و بشكل كبير أن تتدخل بعض أقسام المنظمة بعمل الفريق أو أن تطلب خبرات الفريق وهنا يتولى مدير المشروع حسب منطق السكرام مهمة منع التدخلات الخارجية و الحفاظ على فريق السكرام كوحدة متكاملة مستقلة دون أي سلطة خارجية عليها حتى من المنظمة نفسها.